لقد كان مفهوم إدارة المواهب أساسياً في أي منظمة ناجحة على مدى فترات طويلة. ينضوي مفهوم إدارة المواهب على أربعة أركان رئيسية تشميل تحديد، تطوير واستبقاء الأشخاص الذين لديهم ما يلزم ليكونوا قادة المنظمة بالمستقبل. لكن للأسف، على الرغم من سعي العديد من المنظمات جاهدةً لكي تدير المواهب بشكل ناجح، إلا أنها في نهاية المطاف تجد نفسها تتحمل تكاليف عالية في استبقاء الموظفين، مع وجود إمكانيات غير مستغلة وضعف في أداء المنظمة بشكل عام.
ومن أجل فك شيفرة إدارة المواهب، يجب على المنظمات أن تدرك أولاً مدى أهمية مواردهم البشرية. فالكادر البشري يعتبر أهم الركائز في أي منظمة، ونجاحهم يجب أن يكون الهدف الأساسي لأي نظام إدارة مواهب. وعلى المنظمات أيضاً أن تفهم أن إدارة المواهب يجب أن يتم حياكتها حسب الحاجة الفردية للمنظمة وموظفيها.
متى ما تم إدراك أهمية إدارة المواهب، على المنظمات أن تقوم بتطوير نظام شامل لتحديد واختيار ومكافأة هؤلاء الذين لديهم ما يلزم ليكونوا قادة. يجب أن يشمل هذا النظام مجموعة من المقابلات الشخصية، وسائل قياس الأداء وطرق أخرى للتأكد من أن الأشخاص المؤهلين فقط يتم اختيارهم للمناصب القيادية. بالإضافة إلى ذلك، على المنظمة أن تمنح فرص تدريب وتطوير مستمرة لهؤلاء الأفراد لضمان أن يكونوا على وفاق مع آخر المستجدات ويحافظوا على احتمالية توليهم لمنصب القيادة.
أخيراً، على المنظمات أن تكافئ الموظفين على أدائهم وأن تعترف بمساهمتهم داخل المنظمة. يمكن أن يتم القيام بذلك من خلال عدة طرق؛ مثل منح علاوات مالية، إعطاء أيام إجازة إضافية وتقديم جوائز مفادها الاشادة بمجهودات هؤلاء الموظفين. فمن خلال إدراك مجهودات الموظفين ومكافئتهم، تستطيع المنظمات أن تخلق بيئة عمل إيجابية تحفز الموظفين أن يسعوا لإثبات امتيازهم.
ومن خلال تطبيق هذه الإستراتيجيات، تستطيع المنظمات أن تفك شيفرة إدارة المواهب واستيعاب إمكانياتها الكاملة وذلك من خلال إدراك أهمية مواردهم البشرية وتطوير نظام شمولي يحدد ويكافئ موظفيهم، ليمكّن المنظمات من أن تخلق نظام إدارة مواهب فعّال يساعدهم في النجاح على المدى البعيد.